مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/29/2021 05:09:00 م 4 Comments

السَّيّدَةُ المُتكبِّرةُ والصَّياد

السيدة المتكبرة والصياد
السيدة المتكبرة والصياد

أحبائي الأطفال مرحباً بكم اليوم في قصّة جميلة سأحكي لكم فيها ما جرى بين السّيّدةُ المتكبِّرة والصّيّاد ...

جِيدا سيدة متسلطة سليطة اللسان

تعيش في الريف ببيتٍ كبير بالقرب من النهر تقضي فيه كل عام عطلة الصيف بمفردها يرافقها خادمة وطاهٍ فقط، ولا أحد يدري لماذا لا تأتي العائلة معها لقضاء الإجازة 

لم تكن جِيدا محبوبة من الجيران لأنها متكبرة متعالية

كانت تأمر خادمتها بإلقاء القمامة كل يوم في النهر القريب  

كل الجيران كانوا  يرمون نفاياتهم  في مستوعبات القمامة  إلا هي  

تضايق الجيران منها  وأبدوا انزعاجهم واحتاروا في إيجاد طريقة للتفاهم معها وإقناعها بالإقلاع عن هذا التصرف... ولكن كيف؟ 

 وهي لاتحب التعاون معهم  ولا تستجيب لرغباتهم ...ولما فاتحوها بالموضوع  كلمتهم بفوقية وتعال ولم تستجب لهم أبداً بل زاد عنادها أكثر

ذات يوم كانت القمامة  التي رمتها بالنهر تحوي مواد تنظيف كيماوية  فقد كانت خادمتها تجري بعض التنظيفات في المنزل وتستعمل مواداً حارقة كاوية لتنظيف الأرض والجدران

  وكالمعتاد ألقت  الخادمة النفايات في النهر فأثّرت على الأسماك  وسببت لها ضرراً كبيراًحتى أن عدداً كبيراً منهم مات وطفا على سطح النهر

  ثار الجيران وفاتحوها بالأمر مجدداً وأخبروها أنها إذا استمرت على هذه الحال برمي القمامة في النهر فسوف تضر بالبيئة وتلوث النهر وتشوه جماله وتؤذي أسماكه

 فلم يرمش لها جفن ولم تستجب بل ثارت وغضبت وقالت بعصبية :

أنا حرة أفعل ما أشاء ولا أحب أن يتدخل أحد في شؤوني 

ولا يعنيني إن ماتت الأسماك أو عاشت  ثم إن النهر مليئ بالأسماك

ذات يوم ٍكانت تسير بالقرب من النهر فصادفت مركباً جميلاً

قال لها الصياد هل ترغبين بنزهة يا سيدتي  وانحنى أمامها باحترام 

سرّت السيدة لمعاملته وأحست بالزهو نظرت من تحت نظارتها الشمسية  وقالت بتعالٍ وهي تعدل قبعتها الكبيرة بيدٍ وتهز المروحة اليدوية باليد الاخرى:

نعم... نعم أرغب بذلك فالجو حار جداً اليوم

صعدت السيدة المتكبرة على سطح المركب كان النهر هادئاً والجو جميلاً   بدأت تهب نسمات هواء منعشةٍ  فشعرت بارتياحٍ وسعادةٍ ومضى المركب يسير في النهر حتى ابتعد عن الشاطئ وصار في منتصف النهر

  وفجأة سمعت صوت قرقعة أسفل المركب  واحست به يتمايل  

سألت الصياد عن السبب فقال لها 

:لا تقلقي يا سيدتي  إنها الأسماك  يبدو أنها قد اجتمعت لأمر هام 

حملقت باستغراب وقالت بدهشة ؟

 ماذا تقول الأسماك تعقد اجتماعاً أليس الأمر غريباً؟ 

قال الصياد: ليس غريباً على الاطلاق سيدتي كل المخلوقات تعقد اجتماعات... أصغى جيداً

-ثم قال: كأنها تتحدث  بأمر ٍ ما ولكن إذا أزعجك الأمر يمكن أن نسرع ونتجاوزها

لا لا ...صرخت السيدة :دعنا  نعرف ماذا تقول

استغربت السيدة وثار فضولها وقالت للصياد: تمهل قليلاً  يا هذا لاتسرع ....انا آمرك بالتريث وأشارت بيدها ليسير على مهل وأصاخت السمع جيداًً فلم تسمع شيئاٰ 

قالت بتعالٍ للصياد: ياهذا هل قلت لي أنك تتمكن من سماع حديث الأسماك

أجل اجل بالطبع 

أجاب الصياد :أنا معتاد على سماعها وأفهم ماتقول بحكم وجودي دائماً في الماء

 ثم جثا على ركبتيه وأصغى قليلاً ....ثم قال بصوت منخفض :كأنهم يتحدثون عن عقابٍ أو ماشابه ذلك 

دهشت السيدة وقالت: أصغِ  جيداَ لنعرف ما الأمر قرب الصياد أذنه من الماء 

 ثم قال بلهفة :يتحدثون عن سيدةٍ تلقي القمامة في النهر

  ماذا تقول أصغ جيداً

 لقد ألقت قمامةً سامةً في النهر ذات يوم واًدت إلى مرض ابنة الحوت الكبير ...إنها مريضة جداً وإذا ماتت فسوف يعاقبها 

 صرخت بصوت حاد 

كيف يعاقبني.... أقصد يعاقبها ....المجنون

-قال الصياد : لقد اكتشف أن بيتها قريب من النهر ...سيجعل النهر يفيض ويجتاح بيتها ثم يلتهمها بعد أن يمزقها إربأً

اتسعت حدقتا السيدة  ....هل يستطيع ذلك؟ 

رد الصياد : طبعاً يستطيع إنه الحوت الكبير يا سيدتي ....الكل يعرف أنه جبار  شديد البطش


بلعت جيدا  ريقها بصعوبة... ثم قالت بعصبية وهي تنظر إلى ساعة يدها :  أسرع أسرع وعد بنا .. أشعر بدوار وأريد أن ارتاح 

قال الصياد في سره :الكاذبة ....ثم عاد بها إلى الشاطئ

نزلت مسرعة إلى البيت وهي تتمتم ...إنه موعد رمي القمامة

 وما إن ابتعدت حتى قال الصياد بصوتٍ مرتفع:  وهو يصفق كفاً بكف... لقد ابتلعت الطعم

ثم استغرق بالضحك مجدداً وقال : المجنونة صدقت أن الأسماك تتكلم لقد انطلت عليها الحيلة تماماً   

 ومن يومها والجميع يرى خادمتها تتجه كل يوم  إلى مستوعبات القمامة لرمي فضلاتها فيها

وهكذا يا أحبائي تعلَّمنا معاً أن التكبر هي من صفة من صفات الجاهلين...

ألتقي بكم في قصة جديدة إن شاء الله ... وعبرةً جديدة .. 


أنتظر أن أعرف ماذا تعلمتم من| قصّة اليوم| في التعليقات بلهفة ..

🤍دمتم برعاية الله أحبائي🤍 

👵🏻|كانت معكم جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي|


إرسال تعليق

  1. بتجننن القصة.. كتيير حلوة وفيها عبرة ...سلمت أناملكِ ❤

    ردحذف
  2. القصه فيها عبره رائعه

    ردحذف
  3. غير معرف7/30/2021 01:22:00 م

    قصة رائعه ننتظر القصة القادمة بفارغ الصبر... شكرا جدة هدى

    ردحذف

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.